بداية وقت القيام زمن النبي صلى الله عليه وسلم
بداية وقت القيام زمن النبي صلى الله عليه وسلم
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه رضي الله عنهم في رمضان لها حالان:
الحال الأولى: حينما قصد أن يأتم أصحابه رضي الله عنهم به، صلى بهم في العشر الأواخر أول الليل رفقًا بهم، وانتهى من الصلاة بعد ثلث الليل في ليلة ثلاث وعشرين، وبعد نصف الليل في ليلة خمس وعشرين، وآخر الليل في ليلة سبع وعشرين، وليس في الأحاديث التي وقفت عليها النص على وقت بداية صلاة القيام، هل هي بعد صلاة العشاء مباشرة، أو بعد ذلك، لكن إذا لم تكن بعد العشاء مباشرة، فالفاصل قليل والله أعلم، فالوقت بين دخول وقت العشاء وانقضاء ثلث الليل الأول، يتراوح بين ساعة ونصف إلى ساعتين وثلث الساعة تقريبًا، كما هو مبين في الجدول الآتي، يطول الوقت في الشتاء ويقصر في الصيف.
الحال الثانية: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفســه يصلي آخر الليل، واستمر على هذا؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتهى وتره إلى السحر»[1].
وحث أمته على قيام آخر الليل؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ»[2].
فصلى النبي صلى الله عليه وسلم في الوقت المعتاد لصلاته آخر الليل بعد انتصافه، ففي حديث عائشة رضي الله عنها: «خرج ليلة من جوف الليل»[3]، وتابعه أصحابه رضي الله عنهم على ذلك.
تنبيه:
لا يستغرق النبي صلى الله عليه وسلم الليلة كله في الصلاة في رمضان، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة»[4].
فالأحاديث التي ظاهرها أنَّه استغرق الليل كله بالصلاة تُحمل على أغلب الليل، وإن حملناها على ظاهرها، فربما تكون المدارسة قبل صلاة العشاء، والله أعلم.