Alshiraa| كتاب النبي لجبران خليل جبران علامة فارقة/ عبد الهادي محيسن


 

كتاب النبي لجبران خليل جبران علامة فارقة/ عبد الهادي محيسن

الشراع 25 ايلول 2023

 

حملت الأنباء أن مدينة بوسطن الأميريكية قررت تكريما لجبران خليل جبران وتخليدا لذكراه إطلاق إسمه على حديقة عامة في المدينة ، وقد تم ذلك في العام 1977 ومن هنا كان علينا التحدث في ذكرى وفاته في 10 نيسان 1931 قليلا عن رواج النبي في العالم الجديد ولنبدأ القصة من البداية ، قصة جبران مع عالم النشرهناك .

 

ففي سنة 1916 عرّفوا الناشر الجديد ألفريد كنوف ، وكان إذ ذاك في الثالثة والعشرين من عمره الى فنان وشاعر لبناني ، وكان ذلك في أحد مقاهي جنة الفنون الأميريكية القرية الصغيرة المعروفة بإسم غرينتش ، ولم يكن الناشر قد سمع بعد بجبران خليل جبران إلا أن دار النشر الفتية كانت بحاجة الى أدباء ، فنشر كنوف ثلاثة من كتب جبران خلال السنوات الأربع التي تلت تعارفهما ولكن رواجها كان قليلا .

 

وفي سنة1923 ظهر كتاب ” النبي ” فكان أكثر حظا من سابقيه ، ذلك بأن الناشر باع 1159 نسخة من الطبعة الأولى التي لم تتجاوز الألفين ، غير أن دهشته كانت عظيمة عندما تضاعف الطلب على النبي ” في السنة التي أعقبتها ، ومنذ ذاك ارتفع رقم المبيع الى حد خيالي 12 ألف نسخة سنة 1935 الى 111 ألف نسخة سنة 1961 الى 240 ألف نسخة سنة 1965 واليوم تبلغ نسبة مبيع النبي خمسة آلاف نسخة كل أسبوع .

 

يُصدر الناشر ثلاث طبعات من كتاب ” النبي ” إحداها للجيب والثانية عادية والثالثة ممتازة ومزينة بإثني عشر رسما عاريا بريشة جبران نفسه ، ولكن من يشتري ” النبي ” ؟ إن الناشر يرجم بالغيب إذ يقول : ينبغي أن تكون هناك طائفة دينية معينة ، ولكني لم أصادف بعد واحدا من أتباعها ، كما لم أصادف خمسة أشخاص قرأوا جبران ” وهنا يكمن السر ، ولكن ثمة أديبا يتعامل مع مؤسسة كنوف يدعى وليم كوشلند .

 

الذي أصبح اليوم رئيس مجلس إدارة يطلع علينا بهذا الرأي فيقول : إن ما في كتاب النبي لجبران يعزي الناس ، إنه يروق المحزونين ! عشرات النسخ تباع عندما يموت أحدهم ” ويقول قريب لهذا الأديب أن النبي ” يبتاعه شبان ليروقوا في عيون النساء وذلك باقتباس بعض ما جاء فيه من أقوال حكيمة ذكية .

 

 

أما المجلة النسائية سفنتين فقد أشارت الى شعبية النبي ” واقتبست قولا لإحدى قارئاتها دون العشرين جاء فيه ” إن هذا الكتاب فريد في نوعه ومناسب جدا لإزالة خيوط العنكبوت ، وإعادة الثقة والطمأنينة الى النفوس الكئيبة الخائفة ” ، بكلمة أخرى يبدو أن كتب النبي ” بالنسبة الى الأميركيين يقدم فلسفة خاصة الى الذين لم ينضجوا بعد ويقدم عقيدة وتعزية الى الذين يعتقدون أن الدين شعور ضبابي .

 

وأخيرا هذه الأرقام تتكلم : كتاب ” النبي ” وحده ترجم الى 70 لغة وبيع منه أكثر من خمسين مليون نسخة ، وهناك أكثر من أربعين مليون شخص قرأوا آثار ابن لبنان جبران خليل جبران ، الذي هاجر من بلدته بشري الى أمريكا عام 1895 وكان قد أبصر النور في 6 كانون الأول عام 1883 .

عبد الهادي محيسن …. كاتب وباحث .



Source link

أترك تعليقا
مشاركة
طبعة عربية من كتاب انقذوا الأرض لكاثرين هايهو بترجمة أحمد حسن بلح
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ حرك خاتمه