أجر أعظم مما يخطر بالبال ويدور بالخيال


أجرٌ أعظمُ مما يخطر بالبال ويدور بالخيال

 

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 67، 68].

 

تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾، لتعلم رحمة الله تعالى بعباده وعظيم إحسانه لهم، وتفضله عليهم.

 

ثم تأملْ ثوابَ اللهِ تعالى لمن أطاعه وما أعدَّه لأوليائه، حتى أقسم على ذلك، باللام الموطئة للقسم فقال: ﴿ لَآتَيْنَاهُمْ ﴾، وأخبر أن ذلك الأجر محضُ فضل الله تعالى عليهم، فقال: ﴿ مِنْ لَدُنَّا ﴾، ثم أخبر تعالى عن مقدار ذلك الأجر فقال: ﴿ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾، وإذا وصف الله تعالى شيئًا بأنه عظيم فهو أعظم مما يخطر بالبال ويدور بالخيال.

 

ثم تأمل ما وعدهم الله تعالى به من الهداية والاستقامة بقوله: ﴿ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾، لتعلم أنه تعالى يرضى من عباده بالقليل من العمل، ويتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، ويعطي الكثير من الأجر على العمل القليل النذر.

 

ثم تأمل ذكر الله تعالى لذلك الأجر بعد مخالفتهم لأمر الله تعالى، والاحتكام لغير شريعته، ليتبين لك مدى فضل الله تعالى إذ دعاهم إلى التوبة بعد العصيان والمخالفة؛ كما قال تعالى عن أصحاب الأخدود: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البُرُوجِ: 10]، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْكَرَمِ وَالْجُودِ، قَتَلُوا أَوْلِيَاءَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
من رأى وحده هلال رمضان ورد قوله أو رأى وحده هلال شوال وجب عليه الصيام
نعم أنت لحظة من فضلك