الاستشراق والتنصير مدى العلاقة بين ظاهرتين


الاستشراق والتنصير مدى العلاقة بين ظاهرتين

المدخل:

اعتنت الدراسات العربية حول الاستشراق والمستشرقين بالبحث عن البواعث أو الأهداف التي حدت بهم إلى دراسة علوم المسلمين، لا سيما التراث الإسلامي مع انطلاقة الاستشراق، ثم المجتمع المسلم الحديث الذي شهد تطورات وتغييرات دعت إلى دراسته والتركيز عليه.

 

ويقرر كثير من الباحثين الذين درسوا أهداف الاستشراق أن الهدف الديني يقف على قمة هذه البواعث؛ ذلك أن العلاقة بين الغرب والإسلام قائمة على “صراع” ديني، ظهر واضحًا أثناء الحروب الصليبية التي امتدت قرنين من الزمان، من سنة 489 – 691هـ، 1095 – 1291م، هذا مع الأخذ في الحسبان الرأي القائل: إن هذه الحروب لما تنتهِ، ولن تنتهي؛ مصداقًا لقول الباري – عز وجل -: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120].

 

والمعلوم أن المستشرقين ليسوا جميعًا ممن ينتمون إلى النصرانية دينًا؛ ففيهم المستشرقون اليهود الذين خدموا اليهودية من خلال دراساتهم الاستشراقية، كما أن فيهم الملحدين الذين خدموا الإلحاد من خلال اهتمامهم بالمنطقة العربية والإسلامية، ومحاولاتهم نشر الإلحاد في هذه البقاع بديلًا عن الإسلام.

 

ويمكن أن يدخل هؤلاء جميعًا تحت الهدف الديني، إذا ما توسعنا في هذا المصطلح،ثم العلمانية التي تعد كذلك دينًا أو اعتقادًا إذا أردنا الدقة،وهناك انتساب واضح إلى العلمانية عند فئة من المستشرقين[1]، كما أن هناك انتسابًا صريحًا للصِّهْيَونية عند فئة أخرى من المستشرقين[2]، مما يعني أن هناك انتسابًا صريحًا للتنصير عند فئة ثالثة من المستشرقين،وهذا يؤيد أن النظرة إلى الاستشراق التنصيري لا تحتاج إلى شيء من التعسُّف أو تلمس البراهين لتأييد وجود منصرين مستشرقين؛ ذلك أن فئة منهم لم تتورع عن قبول اللقب الديني، أو الرتبة الدينية “الأب” أو “الأسقف” أو “البطريرك” أو “المطران” سابقًا للاسم الأصلي، كما سيتبين عند سرد نماذج من المستشرقين المنصِّرين.

 

ومن الأهداف الفرعية للهدف الديني الرئيسي للاستشراق: الهدف التنصيري[3]؛ إذ وُجد جمع من المستشرقين هدفوا من دراستهم للشرق إلى تعميق فكرة التنصير في هذا المجتمع، وحاولوا بطريقتهم العلمية تحقيق مفهوم التنصير، مع ما تعرض له هذا المفهوم من تحوير، لا سيما عندما يكون موجهًا لمجتمع متدين كالمجتمع المسلم، وبما يحمله المفهوم من حماية النصارى من الإسلام، والحد من انتشاره بين النصارى وفي مواطنهم، ومن ثمَّ الحد من انتشاره بين غير النصارى في مواطنهم أيضًا،كما يمكن أن يكون من الأهداف الدينية التنصيرية السعي إلى توحيد الكنيستين الشرقية والغربية، الأمر الذي يستدعي وجود الاستشراق والإفادة منه في هذا الشأن[4].

 

ويقول “إدوارد سعيد”: “ولقد أظهر مؤرخون عديدون أن أقدم الباحثين الأوروبيين في شؤون الإسلام كانوا من أهل الجدل في القرون الوسطى، ممن كتبوا لتبديد تهديد الحشود الإسلامية وتهديد الارتداد، وبطريقة أو بأخرى تواصل هذا المزيج من الفزع والعداء حتى يومنا هذا في الانتباه البحثي وغير البحثي المنصب على إسلام يرى منتميًا إلى جزء من العالم (هو الشرق) يوضع موقع النقيض ضد أوروبا والغرب على الصعيد التخييلي والجغرافي والتاريخي”[5].

 

مؤيِّدات هذا الهدف:

والذي يؤيد وجود هذا الهدف عدة عوامل مهمة، ومن أبرزها:

أن أساس العلاقة بين الشرق والغرب قد قام على العداء الديني، ورفض الإسلام بديلًا للنصرانية في الشرق وغيره، بما في ذلك حماية النصارى الشرقيين من الإسلام، والتأثير على الأرثوذوكس في الشرق واستقطابهم للكنيسة الكاثوليكية في الغرب[6].

 

وأن هذا الشعور قد “ولَّد” شعورًا بالاستعلاء والفوقية الغربية على بقية أمم الأرض، بما فيها المسلمون، وأن هذا الشعور بالفوقية قد انطلق من الكنيسة الغربية باحتقار كل ما هو غير بابوي النِّحْلة والهوى،وقد تسرَّب هذا الشعور “رويدًا بتأثير وعَّاظ الكنائس والقسس والرهبان، فخلق فيهم حالة نفسية استعلائية، صبغت العقلية الغربية والفكر الغربي في القرون الوسطى”[7]،وقد صدق المستشرقون هذه النظرة “ولم يكلفوا أنفسهم تبديلها مع عيشهم الطويل بين المسلمين، أو من زياراتهم المتكررة واطلاعهم على القرآن الكريم والحديث الشريف”[8]،فاستمر شعورهم العميق بتفوق ما لديهم، إنْ حقًّا وإنْ باطلًا، في الوقت الذي رأوا فيه بطلان ما لدى غيرهم؛ لعدم اتفاقه مع ما لديهم من دين وثقافة وفكر.

 

أن طلائع المستشرقين من النصارى كانوا ذوي مناصب دينية، وأنهم قد انطلقوا من الكنائس والأديرة، ويعود هذا إلى النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، القرن العاشر الميلادي[9]، مع أن التبادل “الثقافي” والعلمي بين المسلمين ونصارى أوربا قد بدأ قبل ذلك بكثير، لا سيما في عهد الخليفة العباسي “هارون الرشيد” (ت 182هـ)، و”المأمون” (ت 230هـ)[10].

 

وأن كثيرًا من المستشرقين قد بدؤوا حياتهم العلمية بدراسة اللاهوت قبل التفرغ لميدان الدراسات الاستشراقية[11]، وكان همهم إرساء نهضة الكنيسة وتعاليمها، لا سيما في العصور الوسطى[12]؛ أي إن هدفهم كان تنصيريًّا واضحًا، فكأن الاستشراق إنما قام ليغذي التنصير بالمعلومة المنقولة بلغة المنصر، رغم محاولات تعميم اللاتينية لغة للتنصير[13].

 

وأن أوائل المطبوعات الغربية باللغة العربية قد ركزت على الكتب الدينية النصرانية، وأن أول ما طبعته لايدن من الكتب كان الإنجيل (1569 – 1573م)،ويذكر “العقيقي” أن أول كتاب عربي طبع في هولندا كان الحروف الأبجدية والمزمور الخمسين تجربة لها (1595م)[14].

 

وأن التنصير قد اتكأ كثيرًا على الاستشراق في الحصول على المعلومات عن المجتمعات المستهدفة، لا سيما الإسلامية في موضوعنا هذا، وخاصة عندما اكتسب مفهوم التنصير معنى أوسع من مجرد الإدخال في النصرانية إلى تشويه الإسلامي والتشكيك في الكتاب والسنَّة والسيرة، وغيرها[15]،فكان فرسان هذا التطور في المفهوم هم المستشرقين[16].

 

وأن من مقاصد الاستشراق الرئيسة، التي انطلق منها، التعرف على مصادر النصرانية من اللغة العربية، وقد ساقتهم دراسة اللغة العربية إلى تعلُّم اللغة العربية، وتعلم اللغة العربية قاد إلى الاستشراق؛ فاللغة العربية هي لغة دين وثقافة وفكر جاء ليحل محل الدين النصراني والثقافة والفكر المنبثقين عن الدين النصراني، فأوجد هذا نزعة التعصب التي قادت إلى استخدام اللغة العربية والعبرية في هذا المنحى “الاستشراقي الذي اتجه إلى الإسلام والعربية، وقد قيل: إنك “لا تكاد تجد مستشرقًا إلا أجاد اللغة العبرية والعربية معًا”[17].

 

وأن البداية “الرسمية” للاستشراق قد انطلقت من مجمع فينا الكنسي سنة 712هـ/ 1312م الذي نعرف الآن أنه قد أوصى بإنشاء عدة كراسي للغات، ومنها اللغة العربية، ولا سيما التشريع الحادي عشر الذي قضى فيه البابا “إكليمنس الخامس” بتأسيس كراسي لتدريس العبرية واليونانية والعربية والكلدانية (السريانية، الآرامية) في الجامعات الرئيسية[18]،وكانت هذه التوصية قائمة على دعوة “رايموند لول”[19] لإنشاء كراسي للغة العربية في أماكن مختلفة،وينقل “عبداللطيف الطيباوي” عن “رادشل” في كتاب له عنوانه الجامعات في أوربا في القرون الوسطى: أن “الغرض من هذا القرار كان تنصيريًّا صرفًا، وكنَسيًّا لا علميًّا”[20].

 

وأن الاستشراق قد استشرى ونال رعاية الكنيسة ومباركتها عندما ثبت فشل الحروب العسكرية من خلال انحسار المد الغربي الصليبي بعد جهود قرنين من الزمان، فاتجهت الكنيسة الغربية إلى التنصير من خلال الفكر والثقافة والعلم، فكان التوجه إلى ما نسميه اليوم بالغزو الفكري في تحقيق ما فشل فيه سلاح الغزو الحربي[21]،هذا الغزو الذي اتخذ من الاستشراق منطلقًا له، سعى من خلاله إلى تشويه الإسلام بطرق شتى، لا تتعدى كونها جملة من الإسقاطات التي نالت حظًّا طيبًا من النقاش والرد، في زمان إطلاقها وبعده، من كثير من المسلمين[22].

 

وكان الهدف من هذه الدعوة هو أن تؤتي محاولات التنصير ثمارها بنجاح من خلال تعلم لغات المسلمين[23]، وقد عُبر عن هذه الثمار في دعوة “لول” بارتداد العرب إلى النصرانية من الإسلام، كما كان “غريغوري العاشر” يأمل في ارتداد المغول إلى النصرانية، وقبله كان “الإخوة الفرنسيكان” قد توغلوا في أعماق آسيا يدفعهم حماسهم التنصيري،ومع أن آمالهم لم تتحقق في وقتها إلا أن الروح التنصيرية قد تنامت منذئذ[24].

 

وهذا يعني بتعبير أوضح “إقناع المسلمين بلغتهم ببطلان الإسلام، واجتذابهم إلى الدين النصراني”[25]،وهذا مما أدى إلى الاستنتاج أن التنصير هو الأصل الحقيقي للاستشراق، “وليس العكس صحيحًا، كما يذهب أغلب الباحثين”[26]، والدلائل التي ذكرت في ثنايا هذه الدراسة تؤيد ذلك وتدعمه.

 

ومن هذا المنطلق يفهم التوجه إلى تعريف المستشرقين بأنهم “الذين يقومون بهذه الدراسات من غير الشرقيين، ويقدمون الدراسات اللازمة للمبشرين، بغية تحقيق أهداف التبشير، وللدوائر الاستعمارية بغية تحقيق أهداف الاستعمار”[27].

 

وقد انتظم الاستشراق في الفاتيكان وانتشر واستمر على أيدي البابوات والأساقفة والرهبان، فكان رجال الدين النصراني “- ومجمعهم الفاتيكان يومئذ – يؤلفون الطبقة المتعلمة في أوربا، ولا سبيل إلى إرساء نهضتها إلا على أساس من التراث الإنساني الذي تمثلته الثقافة العربية، فتعلموا العربية، ثم اليونانية، ثم اللغات الشرقية للنفوذ منها إليه…”[28]،وكذلك لمقارعة فقهاء المسلمين واليهود والرد عليهم، وتدريب أدلاء يتخاطبون بالعربية للقيام على خدمة مرتادي بيت المقدس من النصارى، ويطلق عليهم “الحجاج”، فأسس البابا جمعية الجوالين سنة 648هـ – 1250م، وطبعت بعد ذلك أدلة الحج، وفيها الأبجدية العربية وطريقة النطق بها، وخريطة لمدينة القدس، ورسوم للزي العربي، لا سيما اللبناني،يقول “نجيب العقيقي” في هذا: “فكان أول ما عرفت أوربا من الطباعة العربية”[29].

 

وقد أضحى هذا المنحى في الرؤية إلى نشأة الاستشراق مما يتفق عليه معظم الباحثين المسلمين في ظاهرة الاستشراق[30]، لا سيما أولئك الذين لا يسعون إلى الاعتذار للمستشرقين بخاصة، وللغرب بعامة،وقد عُد الاستشراق أقرب الطرق وأسهلها للتنصير[31].

 

على أني لحظت أن هناك من يرى التداخل بين التنصير والاستعمار في الإفادة من الاستشراق، بحيث يقال: إن الهدف من الاستشراق هو “التمهيد للاستعمار الزاحف…حتى يمكن للمستعمرين التعامل مع الشعوب المغلوبة المنهوبة على ضوء ما عرفوه عنها[32]،وفي هذا شيء من الاقتصار على هدف من أهداف الاستشراق يخدم مجال الباحث في بحثه دون النظر إلى الأهداف الأخرى، ويؤدي هذا إلى قصر الأهداف على الهدف الديني التنصيري، الأمر الذي ينبغي ألا يكون.

 

ومن المهم هنا النظرة إلى التداخل في الأهداف مع القدرة على التمييز بينها، وأن هذه الأهداف إنما تسعى إلى الإفادة من بعضها البعض في تحقيق غاياتها؛فالهدف الديني، ومنه التنصير، للاستشراق يتداخل مع الأهداف الأخرى كالاستعمار والهدف السياسي، بل والهدف الاقتصادي والتجاري، ثم الهدف العلمي؛ وذلك لتعذُّر التخلي عن الخلفية الثقافية القائمة على الدين في النظر إلى الثقافات الأخرى،وهذا ما جعل بعض المستشرقين ينظر إلى الشرق نظرة فوقية مدعيًا أن علو الغرب إنما يعود إلى الديانة النصرانية، بينما يعود تخلف الشرق، وبالتالي دونيته، لتمسُّكه بالإسلام.

 

وقد استمرت هذه النظرة الفوقية المنبعثة من الدين، وغذَّتها كذلك النظرة العرقية، إلى وقتنا الحاضر،ويذكر “خير الله سعيد” أن “جوهر الاستشراق هو التمييز الذي يستحيل اجتثاثه بين الفوقية الغربية والدونية الشرقية،ثم إن هذا الاستشراق في تناميه وفي تاريخه اللاحق قد عمق هذا التمييز، بل أعطاه صلابة وثباتًا”[33].

 

وربما كان هذا الشعور أحد مسوغات الاستعمار الذي جثم على الدول المستعمرة ردَحًا من الزمن، بحجة عدم قدرة الشعوب الشرقية على حكم نفسها، فاحتاجت إلى الوصاية الغربية عليها،وهذا ما يشير إليه تاقرير “سكاربرو”[34]، كما يشير إليه “هاملتون جب” في الاتجاهات الحديثة في الإسلام[35].

 

فئات المستشرقين المنصِّرين:

وللبُعد عن التعميم فإننا نعلم من دراسة سير المستشرقين وأنشطتهم العلمية، لا سيما المتأخرون منهم، أنهم ليسوا بالضرورة جميعًا من المنصِّرين، ولم يكونوا بالضرورة متعاطفين جميعًا مع الحملات التنصيرية، وإن كان مِن هؤلاء المستَثْنَيْنَ مَن قد سعوا إلى تحقيق الأهداف الأخرى للاستشراق؛ كالأهداف الاستعمارية والسياسية والتجارية الاقتصادية والعلمية التي وصفها بعض الدارسين العرب بالغايات النزيهة؛ ذلك أنها رمت إلى العلم بالشيء، دون إبطان أي هدف آخر،وهذا قد يبدو واضحًا عند استعراض سير كثير من المستشرقين، ولا سيما المستشرقون الألمان، في غالبيتهم، وتتبع أنشطتهم الاستشراقية التي اتسمت بالعلمية أكثر من أنشطة المستشرقين الآخرين، بل إن هذا المنحى في النظرة يمكن أن يعين على التعرف على المستشرقين الأكثر تعاونًا مع التنصير، لا سيما عند النظر إلى الخلفية الطائفية للمستشرق، كالكاثوليكي والبروتستانتي والأرثوذوكسي، فنجد أن المستشرقين الفرنسيين، وهم كاثوليك في الغالب، أكثر التصاقًا بالتنصير من غيرهم، وبالتالي فهم أكثر من غيرهم جناية على المجتمع العربي الإسلامي بإسهاماتهم المتعددة في مواجهة المجتمع المسلم،ويمكن التوسع في هذا الافتراض بالدراسة المستقلة[36].

 

وهناك فئة من المستشرقين تعاطفت مع التنصير وأعانته إعانة غير مباشرة بتوفير المعلومة المطلوبة والتحليل المراد حول ثقافة من الثقافات أو مجتمع من المجتمعات،فهذه الفئة ليست من المنصِّرين الذين مارسوا التنصير عمليًّا، ولكنهم يُعَدُّون من المنصِّرين عندما يتبين أنهم باستشراقهم قد خدموا التنصير، على الرغم من أن إسهاماتهم في مؤازرة التنصير ليست بذلك الوضوح الذي نراه عند بعض المستشرقين الذين خدموا هيئات استخبارية حكومية بالدراسة الموجهة والتقارير المقصورة على ما يخدم هذه الهيئات، مما لا نعلم عنه إلا القليل، عندما تطورت هذه الدراسات أو التقارير إلى كتب، أو تحولت إلى مقالات في دوريات علمية؛ أي إذا ما تحولت هذه الأعمال السرية إلى “معرفة عامة” بنشرها بأي وسيلة من وسائل النشر[37].

 

وهناك فئة من المستشرقين ممن بدؤوا حياتهم مستشرقين، يركزون على الدراسات الاستشراقية ويواصلون جهودهم فيها، ويرحلون من أجل الوصول إلى المعلومة التي تعينهم على الوصول إلى النتائج التي يرمون إليها، ثم استهواهم التنصير، فانصرفوا إليه على حساب الاستشراق، حتى اشتهروا منصِّرين أكثر من شهرتهم مستشرقين، رغم أن لهم إنتاجًا علميًّا يضعهم في مصاف المستشرقين، فهم هنا يُعَدون منصِّرين مستشرقين، لا مستشرقين منصِّرين؛ أي إن التنصير قد غلب على مسارهم أكثر من غلبة الاستشراق عليه، ولكنهم مع هذا لا يخرجون من دائرة الاستشراق إلى دائرة التنصير الخالص مثل أولئك المنصِّرين غير المستشرقين،ومن أبرز أقطاب هذه الفئة المنصِّر المستشرق الأمريكي صموئيل زويمر.

 

وقد تكون هناك فئة من المنصِّرين بدأت خطوات في طريق التنصير، ورحلت إلى حيث تقوم بمهمتها التنصيرية الصريحة الواضحة الخالصة دون اهتمام مباشر بالمعلومة أو الدراسة، سوى ما هو مطلوب من المنصِّر معرفته عن البيئة التي يزمع العمل بها قبل الشروع في العمل بها، ولكنها، بعد ذلك، انخرطت في التعرف على هذه المجتمعات التي تسعى إلى تنصيرها، فانصرفت إلى دراسة مقومات هذا المجتمع أو ذاك دراسة علمية تعتمد على المصادر العلمية التي كتبت عن هذه المجتمعات أو تلك، وتوسعت في ذلك حتى نسيت مهمتها الرئيسة.

 

ومع هذا بقيت متعاطفة مع التنصير بصور شتى من صور التعاطف، فهؤلاء على عكس أولئك أضحوا مستشرقين منصِّرين؛ أي إن توجههم للاستشراق قد غلب على توجههم للتنصير، فعُرِفوا مستشرقين أكثر من معرفتهم منصِّرين.

 

وهناك فئة من المستشرقين كان الدافع لاشتغالها بالاستشراق دينيًّا تنصيريًّا، ثم تبين لها عدم جدوى هذا المنحى، وعدم سلامة الأهداف والغايات، فانسلت من هذه الدافع، وانصرفت إلى الدراسات الاستشراقية العلمية البعيدة عن هذه الغايات، وآلت على نفسها الابتعاد عن هذا المنحى، دون أن تثير أي انتباه علني، وإن تحدثت عنه أحاديثَ خاصة مع الموثوق بهم من الأقران، في مجالس خاصة وفي ومناسبات خاصة.

 

ومع أن بعض المستشرقين قد خدم الإلحاد؛ لأنه نشأ في بيئة إلحادية وتبنى الإلحاد، إلا أن بعضًا آخر ممن نشؤوا في هذه البيئة الإلحادية لم يتأثروا بها، بل بقوا على انتمائهم الديني، وسعوا إلى نشره بالتنصير في ذلك المجتمع الإلحادي من وجهين من وجوه التنصير:

الوجه الأول: أنهم عملوا على حماية “إخوانهم في العقيدة” من الإلحاد، وأكدوا على بقائهم على عقيدتهم، وهذا أمر له ما يبرره لدى هؤلاء وغيرهم؛ إذ إن البقاء على النصرانية، على ما دخل عليهم، خير عندهم من الانتقال إلى الإلحاد، رغم أن ملة الكفر في النهاية عندنا واحدة.

 

والوجه الثاني: أن فئة من المستشرقين الذين نشؤوا في بيئة إلحادية وبقُوا على معتقدهم قد تبنوا نشر النصرانية بين المسلمين الذين عاشوا تحت مظلة الإلحاد، مثل مناطق المسلمين التي كانت تخضع للحكم الشيوعي في الاتحاد السوفييتي سابقًا،وهذا يعني عدم اقتصار المنصِّرين على تلك البيئات التي نشط فيها التنصير من حيث التمويل والتخطيط والإمكانات البشرية والمادية؛ كالمجتمعات الغربية في أوروبا الغربية وأمريكا[38].

 

وهذا هو الانطباع المسيطر على كثير من الدراسات التي تنظر إلى أن انطلاقة التنصير تركزت من تلك الجهات، وأن البيئات الإلحادية لم تسهم في حركة التنصير، إلا أن التحولات السياسية الأخيرة بانهيار الاتحاد السوفييتي، راعي الإلحاد، قد يكشف كثيرًا من الأنشطة الدينية التي لم تكن ظاهرة للعلن منذ قيام الثورة الشيوعية في تلك البقاع سنة 1917م،هذا بالإضافة إلى أن هناك رأيًا مؤداه أن الإلحاد، أو التلحيد، وليد للتنصير[39].

 

مزيد من التركيز:

والبحث في هذه الأسلوب في الجمع بين الاستشراق والتنصير قد يقود إلى التعرض إلى بحوث تعين على وضوح الرؤية في هذا التوجه عند هؤلاء المستشرقين المنصِّرين، ومن هذه البحوث النظر في الأهداف لكل من الاستشراق والتنصير، وربما النظر إلى البواعث أو المنطلقات التي تختلف عن هذه الأهداف والغايات،والبحث في هذه ليس جديدًا، فقد غطيت بحثًا في الجانبين، وإنما يُرجع إليها هنا فيما يخدم الموضوع، ويعين على استحضار الصورة[40]،وهذا لا يقتضي من الباحث في هذه الدراسة أن يعود إلى هذه البحوث ويعيد سردها هنا، ولكنه سيذكر الأهداف والبواعث التي تخدم هذا الغرض فحسب.

 

وإذا كان الأمر كذلك فيما يتعلق بالأهداف والبواعث فإنه من باب أولى أن يُضرب الصفح في هذه الدراسة عن الخوض في النشأة من حيث تاريخها وأسبابها، فلا تفرد لذلك مباحث مستقلة، وإنما يأتي ذكرها عرضًا إذا دعت الحاجة إليها في هذا السياق.

 

التفريق بين ظاهرتين:

ولن يذهب بنا الموقف من الاستشراق والتنصير إلى الحد الذي يدعونا أن نقرر أنهما “وجهان لعملة واحدة[41]، وأن الاستشراق تنصير من وجوه، والتنصير استشراق من وجوه؛ ذلك أن هذا الإطلاق لا يتفق مع هاتين الظاهرتين؛ فالاستشراق ليس كله تنصيرًا، والتنصير ليس كله استشراقًا،وبالتالي فإنه يمكنا القول: أن ليس كل مستشرق منصِّرًا، كما أنه ليس منصِّر مستشرقًا،والإحصاءات المتغيرة تذكر أن هناك سبعة عشر مليون (17.000.000) منصِّر يعملون وفق إستراتيجيات بعيدة المدى، ولديهم ميزانيات “فلكية” ينفقون منها بغير حساب[42]، وقد تصل في بعض الإحصائيات إلى ما يزيد عن مائة وثمانين مليار (180.000.000.000) دولار[43]،ولا ينتظر أن نفترض أن هذا العدد كله يدخل في تعداد المستشرقين؛ إذ لا يتوقع أن يكون هناك مستشرقون بالملايين.

 

لا تناقض:

ولا ينقض هذا التفريق بين ظاهرتين بعض التقارب في الأهداف؛ إذ الاشتراك في هدف أو أكثر بين ظاهرتين أو أكثر لا يعني بالضرورة أنها جميعًا يمكن أن تحوم في “بوتقة” واحدة،ونحن ندرك أن هناك مجموعة من التيارات التي تتناقض مع مقومات المجتمع المسلم وتسعى إلى أن تحل محل الإسلام فيه، أو تسعى إلى أن تقلل من شأنه في عيون أبنائه وأذهانهم، ومع اتفاقها في هذا الهدف فهي مختلفة فيما بينها، بل إن بعضها يحارب بعضًا؛ للتناقض الواضح بينها.

 

والأصل عدم الخلط هنا، حتى لو كان هذا الخلط يخدم الوصول إلى نتيجة، أو يسعى إلى مزيد من الإقناع[44]،ونحن مطالبون هنا بالإقناع العلمي الذي يركز على الحقيقة العلمية ويضعها بين ناظري المتلقي بأي صياغة مناسبة للإقناع.

 

وعلى هذا، فإني أزعم أن الارتباط بين هذه التيارات قام على الاشتراك في مصالح، وقد لا يكون هذا الارتباط قائمًا لولا هذه المصالح من ناحية، ومن ناحية أخرى لم توجِدْ هذه المصالحُ المشتركة تياراتٍ جديدةً انبعثت من هذه المصالح، وعُرفت على أنها وليدتها؛ ذلك أن التنصير لم ينتظر الاستشراق ليقوم ويحقق بعض أهدافه، وليس بالضرورة أن يكون قيام التنصير لتحقيق أهداف الاستشراق، وكذا الحال يقال مع الاستعمار في علاقته بالتنصير من ناحية، وعلاقته بالاستشراق من ناحية أخرى،ومثل ذلك يقال فيما يتعلق بالإلحاد في علاقته بالاستشراق من ناحية وعلاقته مع الاستعمار من ناحية ثانية،ونحتاج إلى بحث خاص في معرفة العلاقة بين التنصير والإلحاد، إن كانت هناك علاقة، ولا أملِك أن أنفي عدم وجودها.

 

الاستغلال:

ومع هذا، فإنه من المهم التأكيد على أن بعض التيارات قد استغلت الأخرى في تحقيق مصالحها، فكان ذلك الاتفاق، الظاهري على الأقل، لا سيما عندما نعلم أن السياسة قد استغلت التنصير في الوصول إلى مآربها إبان فترة الاستعمار[45]، وقبل ذلك استُغلت الحروب الصليبية في الوصول إلى أغراض سياسية، بل إن ممن يدرسون هذه الحروب مَن لا يُغفلون الجانب الاقتصادي وراءها، الأمر الذي يشهد له انخراط كثير من المحاربين الذين لم يأتوا إلى الشرق الإسلامي لإنقاذ “المقدسات” النصرانية من أيدي المسلمين، بل ليحققوا ثروات فردية، فاكتظت الحملات الصليبية بالقتلة والفجار واللصوص والقراصنة والنساء التائهات والأطفال المشردين، “وكل يبتغي تحقيق مصلحة آنية بعيدة تمامًا عن الأهداف الدينية،بل إن الكنيسة، وهي المروجة الأولى والداعية الملحاح للحروب الصليبية، اتخذت الربح المادي مطمحًا لها، بل إنها قد استفادت من جهتين:

الأولى عند استيلائها على أموال الإقطاعيين والأغنياء الذين كانوا عند سفرهم إلى الشرق باعوا أراضيهم لها، ورهنوا الكثير من أملاكهم لديها، فتكدست لديها ثروات طائفة من هذا المصدر الداخلي.

 

والثانية عندما عاد إليها الكثير من تلك الثروات التي حصل عليها المحاربون باسم التبرع والإحسان، وهكذا تطاولت همتها، ونافست السلطة الزمنية للاستيلاء على السلطة الدينية والدنيوية، وكان ذلك صراعًا طال أمده، وأتت نتاجه النهائية مخيبة لآمالها”[46].

 

ومن هذا المنطلق يمكن القول: إن التنصير قد استُغل أيما استغلال من قِبَل بعض المستشرقين الذين لبسوا لباس التنصير، وفي المقابل يمكن القول: إن التنصير قد استَغل الاستشراق أيما استغلال، مما يوحي بأن بعض المستشرقين لم يكن بالضرورة مقتنعًا من الحملات التنصيرية، وإن عمل لها ومعها[47].

 

وأما استغلال السياسة للاستشراق والتنصير فحدِّث ولا حرج،والتنصير القسري الذي مرَّ به المسلمون في الأندلس[48]، وفي الشرق الإسلامي، في دول آسيا الوسطى يشهد بذلك؛ إذ سلطت السياسة التنصير على المسلمين، كبارهم وصغارهم، وسلطت المستشرقين على المسلمين بحجة الإصلاح الثقافي[49].


[1] يترجم نجيب العقيقي لميشيل أماري على أنه “صورة حية للاستشراق العلماني”، انظر: نجيب العقيقي – المستشرقون – ط4،3مج – القاهرة: دار المعارف، [1980م] – 1: 219 – 221.

[2] يؤكد محمد بن عبود في: “الاستشراق والنخبة العربية” على أن بعض المستشرقين اليهود قد أعلنوا انتماءهم الصِّهْيَوني بصراحة، مثلما فعل “برنارد لويس”، ويؤيد “مازن المطبقاني” هذا الزعم بدلائل تؤكده،انظر: الاستشراق والاتجاهات الفكرية في التاريخ الإسلامي: دراسة تطبيقية على كتابات برنارد لويس – الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، 1416هـ – 1995م – ص 72 – 73.

[3] سيكون مصطلح “التنصير” هو المستخدم هنا بديلًا لمصطلح “التبشير”، وكلما ورد المصطلح الأخير في هذا البث فإنما يرد في نص مقتبس.

[4] مازن بن صلاح مطبقاني،الاستشراق والاتجاهات الفكرية في التاريخ الإسلامي – مرجع سابق – ص29.

[5] إدوارد سعيد،تعقيبات على الاستشراق – بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1996م – ص119.

[6] سعيد عبدالفتاح عاشور،بحوث في تاريخ الإسلام وحضارته – القاهرة: عالم الكتب، 1987م – ص7 – 46، وعلي حسني الخربوطلي،المستشرقون والتاريخ الإسلامي – القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1988م – ص 31 – 34،(سلسلة تاريخ المصريين/ 15).

[7] قاسم السامرائي،الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية – الرياض: دار الرفاعي، 1403هـ – 1983م – ص 50.

[8] قاسم السامرائي،الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية – المرجع السابق – ص 51.

[9] ساسي سالم الحاج،الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الإسلامية – 2 ج – مالطا: مركز دراسات العالم الإسلامي، 1991م – ص37 – 48.

[10] علي بن إبراهيم النملة، مراكز الترجمة القديمة عند المسلمين – الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، 1412هـ.

[11] نبيه عاقل،“المستشرقون وبعض قضايا التاريخ” – دراسات تاريخية ع 9 – 10 (1/ 1403هـ – 10/ 1982م) – ص 168 – 199.

[12] عدنان محمد وزان،الاستشراق والمستشرقون: وجهة نظر – مكة المكرمة: رابطة العالم الإسلامي، 1404هـ – 1984م – ص17،(سلسلة دعوة الحق/ 24).

[13] يوهان فوك،تاريخ حركة الاستشراق: الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا حتى بداية القرن العشرين – تعريب عمر لطفي العالم – دمشق: دار قتيبة، 1417هـ – 1996م – 368ص؛ إذ يتحدث عن طلائع المستشرقين على أنهم منصرون.

[14] نجيب العقيقي – المستشرقون – مرجع سابق – 2: 302.

[15] أحمد عبدالرحيم السايح،الاستشراق في ميزان نقد الفكر الإسلامي – القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1417هـ – 1996م – ص17.

[16] علي بن إبراهيم النملة،“الاستشراق في خدمة التنصير واليهودية” – مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – ع 3 (رجب 1410هـ/ فبراير 1990م) – ص 237 – 273.

[17] محمد عزت إسماعيل الطهطاوي،التبشير والاستشراق: أحقاد على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبلاد الإسلام – القاهرة: الزهراء للإعلام العربي، 1411هـ – 1991م – ص 45.

[18] إدوارد سعيد،الاستشراق: المعرفة، السلطة، الإنشاء – ط 2 – ترجمة كمال أبو ديب – قم: دار الكتاب الإسلامي، 1984م – ص 328.

[19] سيأتي الحديث عن “ريموند لول” في القسم الثاني من هذه الدراسة.

[20] عبداللطيف الطيباوي،المستشرقون الناطقون بالإنجليزية: دراسة نقدية – ترجمة وتقديم قاسم السامرائي – الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عمادة البحث العلمي، 1411هـ – 1991م – 183.

[21] سعيد عبدالفتاح عاشور،بحوث في تاريخ الإسلام وحضارته – مرجع سابق – ص12.

[22] انظر مثلًا: شوقي أبو خليل،أضواء على مواقف المستشرقين والمبشرين – طرابلس: جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، 1991م – 264 ص،ففيه حوالي عشرين إسقاطًا تولى المؤلف مناقشتها والرد عليها.

[23] محمود حمدي زقزوق،“الإسلام والاستشراق” – في: الإسلام والاستشراق – تأليف نخبة من العلماء المسلمين – جدة: عالم المعرفة، 1405هـ – 1985م – ص71 – 102.

[24] إدوارد سعيد،الاستشراق – مرجع سابق – ص 328.

[25] محمود حمدي زقزوق،الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري – ط 2 – القاهرة: دار المنار، 1409هـ – 1989م – ص 35.

[26] ساسي سالم الحاج،الظاهرة الاستشراقية – مرجع سابق – ص 44.

[27] عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني،أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها التبشير – الاستشراق – الاستعمار: دراسة وتحليل وتوجيه – ط 4 – دمشق: دار القلم، 1405هـ – 1985م – ص 50.

[28] نجيب العقيقي – المستشرقون – مرجع سابق – 1: 104.

[29] نجيب العقيقي – المستشرقون – المرجع السابق – 1: 104.

[30] عمر فروخ،“الاستشراق في نطاق العلم وفي نطاق السياسة” – في: الإسلام والمستشرقون – مرجع سابق – ص 125 – 143.

[31] محمد علوي المالكي الحسني،“المستشرقون بين الإنصاف والعصبية” – في: الإسلام والمستشرقون – مرجع سابق – ص 159 – 187.

[32] عبدالعظيم الديب،“المستشرقون والتاريخ” – في: الإسلام والمستشرقون – مرجع سابق – ص 275 – 287.

[33] خير الله رشك سعيد،“الاستشراق – دراسات عربية مج 26 ع 9 (يوليو 1990م) – ص 104 – 123، نقلها عنه مازن بن صلاح مطبقاني في: الاستشراق والاتجاهات الفكرية في التاريخ الإسلامي – مرجع سابق – ص 46.

[34] مازن بن صلاح مطبقاني،الاستشراق والاتجاهات الفكرية في التاريخ الإسلامي – مرجع سابق – ص 46،وسكاربرو هو رئيس اللجنة الحكومية التي أعدت التقرير في لندن سنة 1947م،وقد دعا التقرير إلى استعمار البلاد العربية والإسلامية، وأكد على أن “الدراسات الاستشراقية، لكي تكون مثمرة، يجب أن تتعامل مع العالم الحقيقي، وليس فقط بآليات الكتابة والحديث”.

[35] هاملتون جب،الاتجاهات الحديثة في الإسلام – ترجمة هاشم الحسيني – بيروت: 1966 – ص 31،37.

[36] بدا صلاح الدين المنجد أكثر من كتبوا عن الاستشراق تعاطفًا مع الاستشراق الألماني وتبرئته من التبعيات غير العلمية التي ألصقت بالمستشرقين من جنسيات أخرى،وظهر منه ذلك في عدد من الأعمال التي ركز فيها على الاستشراق الألماني،منها: المستشرقون الألمان: تراجمهم وما أسهموا بهفي الدراسات العربية – بيروت: دار الكتاب الجديد، 1982م – 192ص، ومنها المنتقى من دراسات المستشرقين،وكذلك “الاستشراق الألماني في ماضيه ومستقبله” – الهلال مج 82، ع 11 (10/ 1394هـ – 11/ 1974م) – ص 22 – 27.

[37] من أمثلة ذلك القريبة المتداولة والمنقولة إلى اللغة العربية ما صدر من كتاب عن الأصولية في العالم العربي لرتشارد هرير ديكميجيان، وعنوانه باللغة الإنجليزية Islam in Revolutaion: Fundamentalism in the Arab World، وطبعَتْه جامعة ساراكيوس سنة 1985م، ونقله إلى العربية وعلق عليه عبدالوارث سعيد، وطبعته دار الوفاء بالمنصورة بجمهورية مصر العربية طبعة ثالثة سنة 1412هـ – 1992م، وظهر في 308 صفحة،ويذكر المؤلف في تمهيده للكتاب، (ص13)، أن أصله ظهر على شكل تقرير لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية.

[38] ألكسندر بينيغسن وشانتال لوميرييه كيلكجاي،المسلمون المنسيون في الاتحاد السوفييتي – ترجمة عبدالقادر ضللي – بيروت: دار الفكر المعاصر، 1409هـ – 1989م – ص 27.

[39] جابر قميحة،آثار التبشير والاستشراق على الشباب المسلم – مكة المكرمة: رابطة العالم الإسلامي، 1412هـ – 1991م – ص 51 – (سلسلة دعوة الحق/ 116).

[40] حاولت حصر أهداف الاستشراق وبواعثه في: الاستشراق في الأدبيات العربية: عرض للنظرات وحصر وراقي بالمكتوب – الرياض: مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، 1413هـ – 1992م – ص 33 – 58، كما حاولت حصر أهداف التنصير في: التنصير: مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته – القاهرة: دار الصحوة، 1414هـ – 1993م – ص 33 – 40.

[41] أحمد سمايلوفتش،فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي – القاهرة: مطبعة دار المعارف، [1980م – 1400هـ] – ص 125 – 139.

[42] عبدالعزيز الكحلوت،التنصير والاستعمار في أفريقيا السوداء – ط 2 – طرابلس الغرب: كلية الدعوة الإسلامية، 1992م – ص 38.

[43] علي بن إبراهيم النملة،التنصير في الأدبيات العربية،الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1413هـ – 1993م – ص 15.

[44] عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني،أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها – مرجع سابق – ص 39 – 51.

[45] عبدالرزاق دياربكرلي،تنصير 720 مليون مسلم: بحث في أخطر إستراتيجية طرحها مؤتمر كولورادو التنصيري الشهير بالولايات المتحدة الأمريكية – القاهرة: المختار الإسلامي، [1993م] – ص 30 – 84 – (سلسلة مكتبة التنصير/ 2).

[46] ساسي سالم الحاج،الظاهرة الاستشراقية – مرجع سابق – ص 84 – 85.

[47] في كتاب التنصير: خطة لغزو العالم الإسلامي، وهو ترجمة كاملة لأعمال المؤتمر التنصيري الذي عقد في مدينة جلينم آيري بولاية كلورادو بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1978، ونشرته دار مارك بعنوان The Gospel and Islam: a 1978 Comlendium، فصل كتبه وارين و.ويبستر (ص 569 – 586) عن مراجع مختارة للمنصرين العاملين بين المسلمين، وفيه سرد وتعريف ببعض المصادر التي كتبها جمع من مشاهير المستشرقين، أمثال: كينيث كراج، وكارل بروكلمان، ويوسف شاخت، وفيليب حتي، وهاملتون جب، ومونتوجمري واط، وآرثر آبري، وصاموئيل زويمر، وولفرد كانتول سمث، وجرونباوم، وغيرهم.

[48] عبدالله محمد جمال الدين،المسلمون المنصَّرون أو المورسكيون الأندلسيون: صفحة مهمة من تاريخ المسلمين في الأندلس – القاهرة: دار الصحوة، 1991م – 538ص.

[49] محمد علي البار،المسلمون في الاتحاد السوفييتي عبر التاريخ – 2 مج – جدة: دار الشروق، 1403هـ – 1983م – 1: 87 – 100.



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
Fire Keeper's Daughter – Plugged In
Lapvona by Ottessa Moshfegh review – a grim fairytale | Fiction