الترجمة ميول


الترجمة ميول

 

يدورُ مِحْوَرُ الحديث عن مُيول الترجمة وتأثيراتها في نجاحِ المترجم في نَشاطه وإبداعه وإثرائه للمجال التخصصيِّ.

إنَّ الترجمة ميولٌ مُختلفة فهُناك من يميلُ للترجمة الأدبية وقراءاته في أغلبها عن نُصوص الشعر والنثر، ويتذوَّق لُغتها، ورُبَّما كانت له خواطرُ بشأنها يُدوِّنها، وهُناك من يميلُ للترجمة الطبية وقراءاته في الطب ومفاهيمه التخصصية الدقيقة، واتَّخذ قاموسًا مُرتبطًا بها، وهُناك من استأثرت باهتمامه الترجمة القانونية وانْجَذَبَتْ نفسه لنُصوص القانون ومُصطلحاته ومفاهيمه وطابعه الإلزامي، وهذه هي مُيول الترجمة المتنوعة الجديرة بالنَّظر من المُـتخصِّصين.

يُوجد أيضًا جانبُ الممارسة والتطبيق فتصبحُ الترجمة فُرْصَةً لاستثمار قدرات المترجم في اللغة نحوًا وصرفًا وإملاءً، وضمانُ التَّواصل والنَّقل من لغة لأخرى بنجاحٍ وما يصطحبهُ من معارفَ وأفكارٍ وثقافةٍ، وهي سُبُلٌ للتحرير والكتابة في الترجمة، وهذه من بين تفصيلاتِ الترجمة التي يلزمُها تمحيصٌ.

هامشُ التنظير مُمهِّد للابتكار والإبداع وتتَّضح زاويةُ المعرفة في الترجمة وإمكانية إثراء ميادينها على الصعيد الأكاديمي، ومساحةُ الحُريَّة مُيَسِّرَةٌ للتنظير باسترسالٍ، وما نظريَّات ومُقاربات وأساليبِ الترجمة إلا مثالٌ واضحٌ عنها، حيث نستخلصُ بها تجاربَ المترجمين في الترجمة، والحُلول والإستراتيجيات المُنتهجة بخُصوصها.

تَتماهى راحةُ المترجم مع المجال الذي يجدُ رُوحه متناغمةً فيه، ومثلًا من اسْتَهْوَتْهُ النُّصوص الدبلوماسية، سيمنحُنا نُصوصًا راقيةً من حيث اللغة، ودقيقةً من جانب الرسائل المُراد إيصالها من خلال النص، والمترجم دائمُ القراءة والسَّماع في هذا المجال المُمْتع، ولا يُمكن أن نُقحمه في توجُّه قد يَخْنِقُ إمكانيَّاته، وهذا في نَظرنا إفناءٌ لفرضيَّة الذهاب بعيدًا في الترجمة والتميُّز فيها.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
مقدمات الكتب.. ما قاله مارك ريدلي في مفتتح "كيف تقرأ داروين؟" – اليوم السابع
Victory City by Salman Rushdie review – a lavish fairytale | Salman Rushdie