القرآن يذكر غزوة حنين


القُرْآن يذكر غزوة حنين

 

خلَّدت آيات من القُرْآن الكريم غزوة حنين، وأظهرت ما كان عند بعض المسلمين من خلل، فجاءت للعظة والعبرة، ولتكون درسًا للمسلمين في قادم أيامهم وحروبهم مع أعدائهم؛ قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة: 25، 26].

 

آيتانِ كشفتا ما حصل في غزوة حنين من الإعجاب بالكثرة التي ظهر عند الصدمة مع العدو أنها لا تجدي في المعركة؛ لأن الهزيمة كانت كبيرة؛ فالأرض بسَعتها ضاقت على المسلمين وهم يبحثون عن الملاذ من العدو، لكن الله ناصر نبيه ومَن معه من المؤمنين، فكان الدرس الأول لإثبات عدم نفع الكثرة إن أصاب النفوسَ الغرورُ والاعتداد بها، فالنصر من عند الله أولًا وأخيرًا، والحشد والقوة ثانيًا، وهو أخذ بالأسباب؛ تحقيقًا لقوله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 60]، والحمد لله أن الامتحان هذا مر سريعًا؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بمناداة المخلصين من أصحابه، فلبَّوْا سريعًا، وشكلوا القوة الضاربة الصامدة التي لا تبتغي إلا رضا الله ورضا رسوله، فكان جزاءَ الإخلاصِ السكينةُ ورباطة الجأش وعدم الاضطراب والخوف في مثل هذه المواقف، ثم المعونة والمدد: ﴿ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ﴾ [التوبة: 26] من الملائكة التي حفَّت بالمسلمين، ومنعت عدوهم من إيذائهم، وهذا ما تُظهره نتائج المعركة، شهيد أو شهيدان لمعركة حامية، لم يشهد المسلمون من قبلها مثلها، وأكثر مِن سبعين قتيلًا من العدو.



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
تحميل كتاب سيكولوجية الشخصية pdf
Coram Boy by Jamila Gavin – review – The Guardian