غزوة تبوك


غزوة تبوكَ

بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من مكةَ في ذي الحجة، مكث حتى شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، ثم أمر بالاستعداد وأن يتجهز الناس إلى تبوك، وقد أعلن عن مقصده في هذه الغزوة دون تمويه كما كان يفعل في السابق، فلم يعُدْ يخشى العيون وانتقال الخبر، وربما كان الإعلان من أجل أصحابه ليعرفوا أنها غزوة بعيدة الشُّقَّة، تحتاج إلى أخذ ما يمكن أخذه من زاد وماء وأدوات، فضلًا عن معرفتهم بالعدو؛ ليكونوا على درجة كبيرة من الاستعداد، فقد بلَغه أن الروم بقيادة هرقل ومتنصِّرة العرب قد عزموا على غزو المسلمين، ثم دعا إلى البذل لتأمين ما يلزم من إبل وخيل وسلاح، وكان الجو حارًّا، فزاد من مشقة هذه الغزوة على الناس، إضافة إلى أن السنة كانت مجدبة أجهدت الناس، فاجتمع فيها الحر والجدب وبُعد الطريق وقوة الخصم، وكان الناس يميلون إلى الفيء والظلال مع بدء استهلال الثمر، مما جعل في النفوس مكابدة للخروج، ومع ذلك فهي تعليم للمسلمين للنفير في أي وقت في الحر والقر، وفي المنشط والمكره؛ فالصراع مع العدو لا ينحصر في وقت محدد، ولا في مكان معين، والاستعداد مطلوب على مدار السنة، ومتى دعت الحاجة إليه؛ لذلك سُمِّي الجيش الذي اجتمع لهذه الغزوة جيشَ العسرة، ومع اجتماع هذه المشقات صمم رسول الله صلى الله عليه وسلم على التصدي للعدو، وأن يبادرهم قبل أن يبادروه، وألا تطأ أقدامُهم جزيرة العرب.

 



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
15 Best Interior Decorating Books for 2024: Interior Design Books
بنكهة مصرية وثراء معرفى .. إقبال كبير على «أبوظبى للكتاب» – بوابة الأهرام