في مقتبل العمر لكني حزينة


السؤال:

الملخص:

فتاة في سن المراهقة، تواجه فشلًا في العلاقات العائلية والعاطفية، وتواجه خداعًا وخيانة؛ ما أفقدها متعة الحياة، وجعلها ترسُب في شهادة البكالوريا، وأصبحت تتمنى الموت، وتسأل: ما النصيحة؟

 

التفاصيل:

أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، أعلم أني في مقتبل الحياة، لكني تعبت من تلك الحياة، أُغلقت في وجهي كل الأبواب على جميع المستويات؛ العائلية والعاطفية، أيضًا يلاحقني الخداع والخيانة؛ ما جعلني أفقد التركيز في دراستي، ورسبت في شهادة البكالوريا، فقدتُ طعم الفرح، وغلبني الحزن، وليس لديَّ شخص يواسيني، ولِما أنا فيه من اكتئاب، أصابني برودٌ في المشاعر، فلم أعُد أستطيع البكاء، وأصبحت أتمنَّى الموت، أرجو مساعدتكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، خالِقِ الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ سيدنا محمد، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:

فاسمحي لي أن أخاطبكِ على أنكِ ابنتي.

 

أنتِ من الجزائر التي زرتُها في إحدى السنوات لأقدِّم إحدى الدورات التعليمية، وعشتُ بين الصغيرات والكبيرات، الطيبات الصالحات القانتات الحافظات للقرآن الكريم، وكم سررت في أثناء زيارتي هذه!

 

أقدِّم لكِ هذه المقدمة لأقول لكِ: إني أشعر بكِ أولًا، ولا أعرف السبب الذي وصلتِ إليه، وما زال عمركِ ثماني عشرة سنة.

 

قبل طرح مشكلتكِ أود سؤالكِ: هل تُصلِّين؟ فمن طرحكِ للمشكلة لم تذكري أي معلومة عن حياتكِ الإيمانية، وكيف علاقتكِ وقربكِ من الله؟

 

هل أنتِ على عِلْمٍ بسبب وجودكِ في هذه الحياة؟ هل أنتِ ملتزمة ومحجبة؟

هل تؤدِّين جميع الفرائض التي أمرنا الله بها؟

كل ما ذكرتِهِ هو المشاكل العائلية والكوارث والمشاكل العاطفية، والخداع والخيانة، التي كانت السبب في رسوبكِ في شهادة البكالوريا… إلى أن أصبحتِ مكتئبة ولا تحبين الحياة.

 

أتحبين الله؟

أعندكِ يقين أن الله أوجدكِ في هذه الحياة، وأن لكِ هدفًا من وجودكِ؟

أم أنكِ لم تعرفيه حتى هذه اللحظة مع وجود الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي التي تبثُّ يوميًّا الخير أو الشر، وتحذر أو تستدرج الإنسان الفارغ الذي لا يعرف سبب وجوده في هذه الحياة، فإما يستدرجه رفقاء السوء، والهوى، والنفس الأمارة بالسوء، والشيطان، فبعد استشارتكِ أصابني شعور في طيات رسالتكِ أن جميع هؤلاء هم المسيطرون عليكِ.

 

زيادة على ذلكِ ما زال مجهولًا عندي كيف كانت تربيتكِ في البيت؟ وهل لأسرتكِ علاقة بوصولكِ لهذه المرحلة؟ كما أنكِ لم تذكري عدد إخوتكِ، وترتيبكِ بينهم، وهل والدكِ – أو والدتكِ – استخدم القسوة في تربيتكِ؟

 

هل رفقاؤكِ في المدرسة رفقة صالحة ترجو الخير لكِ؟

هل تعلمين أن النفس الأمارة بالسوء ووزِيرَيْها الهوى والشيطان قد تكون سببًا لكل ما ذكرتِه من مشاكلَ وضغوط؟

 

هل تدركين معنى الفطرة؟ هل تعرَّفتِ على الأمانة التي عرضها الله عز وجل على السماوات والأرض؟

 

ابنتي، يجب أن يكون لديَّ إجابة شاملة عن كل هذه الأسئلة؛ لأستطيع أن أساعدكِ بإخراجكِ من هذا الضغط النفسي.

 

وقبل أن تصلني إجاباتكِ أود منكِ أولًا:

أن تحبي نفسك: ((إن لنفسكِ عليكِ حقًّا)).

 

أن يكون الله في حياتكِ فوق كل شيء.

 

اعرِفي حقوقكِ وواجباتكِ، فلكِ حقوق يجب أن تتعلميها، وعليكِ واجبات لا بد أن تتعرفي عليها لتؤديها، بحق للوالدين ولكل من حولك.

 

حافظي على صلواتكِ الخمس، مع التضرع إلى الله أن يفرِّج هَمَّكِ وكَرْبَكِ، ويكون عندكِ الوقت الأكبر للأذكار والاستعاذة، خاصة بعد صلاة الفجر والمغرب وقبل النوم.

 

كوني حريصة على تعلم آداب دخول الخلاء بالاستعاذة، كذلك معرفة آداب الطعام والشراب، واللباس، والخروج من المنزل ودخوله؛ لأنها جميعًا من مداخل الشيطان.

 

رجاء الانتباه جيدًا أثناء اختياركِ لرفيقاتكِ.

 

إن كانت مشاكلكِ سببها العائلة، تجنَّبيها ولا تشغلي نفسكِ بها، ودَعِي الكبار يجدون الحلول المناسبة.

 

لا بد لكِ من دراسة التوحيد، ومعرفة كيف تتقربين إلى الله بأسمائه وصفاته وأفعاله؛ فالله عز وجل أمرنا بذلك: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [محمد: 19].

 

من أجل أي استفسار، أرجو إرسال الاستشارة التي تريدين؛ لأفهم جوانبَ المشكلة أكثر، وأكون عونًا لكِ في حل مشاكلكِ.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
What Is Dark Academia And Why Is It So Popular
‘Spider-Man: Across the Spider-Verse’: Gwen Stacy, explained