لا أستطيع تحمل إهانات زوجتي


السؤال:

الملخص:

رجل في الخمسين من عمره يبحَث عن وظيفة ينفق منها على بيته، لكنه لا يجد بسبب تراكم الخبرات لديه، ما يجعله أعلى من الوظائف التي يتقدم إليها، وقد أدَّى ذلك إلى تعرُّضه لإهانات من زوجته، ويسأل: ما النصيحة؟

 

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشكلتي باختصار أنني لم أحصل على وظيفة منذ سنتين؛ والسبب تقدُّم العمر؛ حيث أبلغ الخمسين من عمري؛ ومن ثَمَّ فالخبرات التي أمتلكها أعلى من الوظيفة التي أتقدَّم إليها، علمًا بأنني وافقت على العمل كبديل مؤقَّت لِمُدَدٍ لا تتعدى الشهرين، وقد طال انتظار الوظيفة، وساءت علاقتي بزوجتي وأولادي؛ لعجزي عن تأمين أساسيات الحياة، ووصل الأمر إلى الاتهام بالتقصير، والإهانات الشديدة من الزوجة، وطلب الطلاق، أفيدوني أفادكم الله، ماذا أصنع؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فإنه لا يَخفى عليك وقد بلغت هذا العمر، ومررتَ بالعديد من التجارِب، ورأيت وسمعت أحوال الآخرين بأن الفرص إذا فاتت قد لا تعود بنفس الدرجة، وأن العاقل قد يتنازل عن بعض الحقوق، ويوازن بين احتياجاته؛ حتى لا يخسر مصدر قوته وتماسكه في الحياة؛ ذلك أن طلب الرزق والسعي إليه بالكَدِّ والتعب أمرٌ واجب على المسلم، حتى يعفَّ نفسه عن الحاجة إلى الناس وسؤالهم أموالَهم، ويكفي نفسه، ومَن تَجِبُ عليه نفقتهم من زوجة وأبناء المؤونةَ والسَّكَنَ.

 

لا بد من السعي الحثيث أخي الكريم، وعدم الاستسلام للظروف وانتظار الفرص، لا بد من اقتحام مظانِّ الرزق وأماكنه وعدم القعود، ومن الطبيعي غضب الزوجة وسوء أحوالها، فأنت المسؤول عن رعاية الأبناء والنفقة عليهم؛ عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه))؛ [متفق عليه].

 

تَدَارَكْ نفسك وأسرتك أخي الكريم، وبادِرْ في السعي إلى أي عمل من الأعمال المباحة والمتاحة، ولا تشترط كثيرًا، فأنت الآن في أزمة ووضعٍ يستدعي الإنقاذ.

 

وأُوصيك مع بذل الأسباب بتحرِّي أوقات الإجابة، والإلحاح على الله سبحانه، وكثرة الاستغفار؛ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]، ويقول تبارك وتعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

 

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
حقوق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
من أحكام السلام (خطبة)