لا طاقة لهم بمواجهة أهل الإيمان فيعملون في الظلام


لا طاقة لهم بمواجهة أهل الإيمان فيعملون في الظلام

 

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 81]، تأمل قول الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ﴾، لِمَ قال الله تعالى: يكتب، ولم يقل: يعلم ما يبيتون؟

 

المنافقون لسفاهة عقولهم يظنون أن الله تعالى كالبشر يَعرِض له ما يعرض للبشر من نسيان، فلو قال: والله يعلم ما يبيتون، لتوهَّموا أنه قد ينسى لطول العهد، حتى عاملوا الله معاملة الصبيان، فذكر الله تعالى لفظ: (يكتب)، ليكون أعظم أثرًا في نفوسهم، وأدعى لردعهم؛ لأنه أدل على البقاء الثبات، وتأمل قوله تعالى: ﴿ بَيَّتَ طَائِفَةٌ ﴾، و﴿ يُبَيِّتُونَ ﴾، لتعلم ما تنطوي عليه نفوسهم الخبيثة من الحقد وما يُضمرونه للإسلام والمسلمين، وأنهم لا ينامون عن الكيد لهذا الدين.

 

ثم تأمل ضعفهم وذلَّهم وهوانهم، وأنهم لا يعملون إلا في الظلام ولا طاقة لهم بمواجهة أهل الإيمان.

 

ولهوانهم وذلِّهم أمر الله تعالى نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإعراض عنهم؛ لأنهم لا يستطيعون معه حيلة، ولا يَملكون له ضرًّا، ثم تأمل ذلك الوعيد الذي يقرع آذنهم، ويخلق قلوبهم من أبدانهم لو كان فيها حياة: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ أن الله تعالى هو الذي سيتولى حسابهم، وسيقتص لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم.

 

ثم تأمل وضع الظاهر موضع المضمر في قوله: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾، وما قال: (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِهِ وَكِيلًا)، لِما للفظ الجلالة من الهيبة التي تملأ القلوب، وتأخذ بأزمَّة النفوس.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
يا بني بياضة، أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه، وكان حجاما
﴿ أتستبدلون الذي أدنى بالذي هو خير ﴾