لو امتثلنا أمر ربنا لسعدنا بنشر العدل وسعد الناس أجمعين


لو امتثلنا أمر ربنا لسعدنا بنشر العدل وسعد الناس أجمعين

 

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 75].

 

تأمل قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ…. ﴾، لتعلم أن من الحكم الجليلة من تشريع الجهاد رفع الظلم عن المستضعفين من المسلمين، الذين يئنون تحت وطأة الظلم والاضطهاد، ولا جريرة لهم إلا الإيمان بالله تعالى.

 

والتاريخ شاهد على تلك الجرائم التي قام بها الطغاة في الحق المستضعفين من الرجال والنساء والولدان؛ من قتلٍ وتحريقٍ وتعذيبٍ وتهجيرٍ وتشريدٍ واستعباد وإذلال.

 

وهي جرائم إن دلت فإنما تدل على أن من البشر مَن هم أشد ضراوة من الوحوش الضواري، وأشد فتكًا من الذئاب في الغنم التي نام راعيها، وأقسى قلوبًا من الحجارة الصماء.

 

ففي التاريخ القديم حادثة أصحاب الأخدود، خدوا الأخاديد وأوقدوا فيه النيران، لم يرحموا صغيرًا لصغره ولا كبيرًا لكبره، ولا امرأة لضعفها، وقعدوا يتندَّرون عليهم والنار تلتهمهم، ويضحكون ملء أشداقهم على صرخاتهم، كأنما أبدلت قلوبهم قطعًا من الصخر مصمتًا، ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 8].

 

وفي التاريخ الحديث ما هو أبشع وأشد قسوة مما حدث لأصحاب الأخدود، وهي حوادث تدمي الفؤاد، ويتفطر لها القلب كمدًا، إن كان في القلب إيمان وإسلام.

 

فهذه مذبحة سربرنيتشا في البوسنة والهرسك؛ حيث ارتكب الصرب مجزرة جماعية راح ضحيتها ثمانية آلاف مسلم على مرأى ومسمع من العالم بأسْره، ولا ذنب لهم سوى أنهم مسلمون.

 

وهذه بورما يرتكب البوذيون فيها أبشع الجرائم قتلًا وحرقًا وتعذيبًا للمسلمين، يحرقون البيوت على أهلها، والسعيد الذي يَفر من بين أيديهم فينجو بنفسه، ويرى العالم ويسمع ولا يحرك ساكنًا، وإنما أشرت إشارة والمآسي لا تنتهي والجراح لا تندمل.

 

ولو أن المسلمين امتثلوا أمر الله تعالى في الجهاد، لرفعوا الظلم عن كواهل طالَما أنَّت من أشد الأنين، وكفكفوا دموعًا للمستضعفين تجري منذ سنين، وكشفوا غمةً خيَّمت على قلوب المؤمنين، ولو امتثلنا أمر ربنا لسعدنا بنشر العدل في ربوع الأرض وسعد الناس أجمعين.

 





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
من دلائل نبوته إخباره بكثرة الحروب بين المسلمين في آخر الزمان
يا عبد الله ماذا تقول لربك غدا؟